رفضت كبرى مستشفيات العاصمة الرياض وهي كل من مستشفى الملك فيصل التخصصي والمستشفى العسكري ومدينة الملك فهد الطبية استقبال حالة مريضة سعودية مصابة بالسرطان استؤصل جزء كبير من أمعائها مؤخراً خارج المملكة نتيجة انتشار الورم بسبب الأخطاء الطبية التي تعرضت لها وعدم تشخيص المرض في المستشفى الذي كانت تعالج فيه قبل سفرها ، حسب قول ابنها .
وفي اتصال هاتفي قال ابن المريضة حصة عبدالعزيز السلطان وهي ابنة أحد رجال الملك عبدالعزيز ولديهم وثائق مصدقة بذلك وخالها شقيق والدتها ولاه الملك عبدالعزيز رحمه الله أمارة بلدة الصفرات شمال الرياض لمدة خمسين عاما أن رحلة المأساة بدأت فور عودة المريضة من العلاج خارج المملكة حيث طلب الطبيب الذي أجرى لها العملية متابعة حالتها داخل المملكة وتقديم المغذي الوريدي TPN لها حتى لاتتعرض لاسمح الله لما لايحمد عقباه نتيجة فشل قصور عمل الأمعاء بسبب العملية، وعدم قدرتها حاليا على الأكل.
ويقول ابنها سعود : " في البداية ولأننا نعلم مدى الزحام الشديد الذي تعيشه المستشفيات الحكومية ذهبت وأبناءها بالمريضة للمستشفيات الأهلية التي قال أطبائها أن المغذي الوريدي لايتوفر لديهم، ولايمكن تركيبه إلا في المستشفيات الحكومية الكبرى، وعندها ذهبنا لطبيب الأورام في المستشفى العسكري الذي كان يشرف عليها قبل سفرها وكانت حولت له من أحد مستشفيات وزارة الصحة، وطلبت من الطبيب إدخالها للتنويم وتقديم المغذي لها أو إعطائنا المغذي ونقدمه لها في أحد المستشفيات الخاصة أو حتى نحضر لها ممرضة في المنزل، الا أنه رفض تقديم أي شئ لانقاذ المريضة، وبدل من ذلك أخذ ينتقد البروفسورات الذين أجروا لها العملية خارج المملكة بالرغم من أن لم يقدم لها أي حل للعلاج قبل سفرها" .
وبعد ذلك ذهبنا بها لطوارئ مدينة الملك فهد الطبية حيث قرر طبيب الطوارئ تنويمها لخطورة حالتها إلا أن طبيب الأورام رفض إدخالها حينما علم أن لديها ملف في المستشفى العسكري الذي كان قبل ذلك رفض إدخالها أو حتى تقديم المغذي لها، فوقعنا في حيرة شديدة وإحباط من التعامل غير الغير الانساني من هؤلاء الأطباء الذين لايهمهم سوى معارفهم وأقاربهم أو من يكون لهم عنده مصلحة فعندها ستجد السرير بسهولة خصوصا وأن الحالة خطيرة ولاتستدعي التأخير وبالرغم من أن الموضوع لايعد كونه مغذيا خاصا يعطى عن طريق الوريد ولكنه ضروري لحياة المريضة.
ثم ذهبنا بها لطوارئ التخصصي ورفضوا استقبالها كذلك وطلبوا إحضار أمر علاج يعرض على لجنة أهلية علاج إلى آخره من الإجراءات البيروقراطية.
بعد ذلك عدنا للهيئة الطبية العامة التابعة لوزارة الصحة وطلبنا إعادة المريضة إلى ألمانيا لمتابعة العلاج وذلك لتقدم الخدمات الطبية هناك وتوفر المستشفيات وعدم وجود أزمة أسرة كما لدينا، فاعتذروا وقاموا بإعطائنا تحويل علاج للمستشفى التخصصي الذي رفض هو الآخر هذه الإحالة من اللجنة الطبية التابعة للهيئة الطبية العامة، ثم أحضرنا أمر علاج من مكتب سمو ولي العهد ونفس الشئ فوجئنا بطبيب الأورام يقول أنا عندي زحمة وأذهبوا بها لمستشفى آخر، وكل طبيب يقول نفس الرد.
ويواصل سعود قائلاً : "لقد وقعنا ضحية اللامبالاة وعدم الإنسانية من بعض الأطباء الذين لاتهم حياة المواطن السعودي ولاكرامته، فكل طبيب يقول أنا لدي زحمة أذهبوا بها لمستشفى آخر والأطباء الآخرين لديهم نفس الرد، فأين نذهب بها ؟؟ ومن أين نحصل على المغذي الوريدي إذا كان أطباء الأورام رفضوا مجرد النظر في حالتها وكل شخص يرمي الكرة في مرمى الآخر بتجرد كامل من الإنسانية قبل كل شئ" .
مشيراً إلى أنه لجأ أخيراً بعد الله إلى مدينة سلطان الخيرية للخدمات الإنسانية التي قدموا لها مغذي مقارب بشكل كبير لمكونات المغذي المطلوب ومبلغ 1400 ريال للمرة الواحدة وبمعدل ثلاث مرات أسبوعياً إلا أنه فوجئ بإيقاف المغذي بعد ثلاث مرات من أخذه نتيجة سفر الطبيب الذي كتب وصفة العلاج بناء على تقارير الأطباء الذين أجروا لها العملية، ولازالت المأساة مستمرة، ونتفاوض مع المدينة في إكمال إعطائها المغذي الذي لايمكننا الاستمرار عليه نتيجة ارتفاع تكلفته المادية.
وناشد أخيها ولاة الأمر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو أمير منطقة الرياض التدخل لإنقاذ حالة والدته حيث أنه بالرغم من تحسن حالتها في الخارج بعد العملية إلا أنها تدهورت بشكل خطير وحالياً نذهب بها يومياً لطوارئ أحد المستشفيات الخاصة لإمدادها بالأوكسجين ومغذيات الجلوكوز التي لاتناسب حالتها.